عش حياتك

  هذا القسم من المدونة خاص بكل ماله علاقة بالحياة، بالصحة، بالتفائل، للعيش بما سخر لنا الخالق سبحانه من مايوجد في الطبيعة و نستمد قوتنا من الكون العظيم.
عش حياتك
عش حياتك بكل ثقه لأن الله يعلم مالآ تعلمه أنت ويخط لك بأفضل صورة يراها لك، أغمض عينيك عن كل مايتعسها وقم بتربية قلبك على تحمل فقدآن بعض الأشياء التي تحبها لأنك لاتعلم لماذا فقدتها ولكن الله يعلم.
إن المتأمل لمشاكلنا الشخصية والأسرية والوظيفية والحياتية بشكل عام يجد أن هناك سبب وأحد حاضر دائم مشترك في هذه المشاكل جميعاً .
وهو فقدان التوازن في تعاملاتنا ، والابتعاد عن ممارسة الحياة وأخذ الأمور بوسطية ( فلا ضرر ولا ضرار ) متمشيا مع الأصل الأصيل في ذلك (فأعط كل ذي حق حقه ).
لكن كيف نبتعد نحن عن التوازن والوسطية في حياتنا ؟!
إذا كان التعبد والتقرب إلى الله وهو غاية الله من خلق العباد لام النبي صلى الله عليه وسلم من غلا فيه وتجاوز الحد ؛ثم قال :( أما أنا فأصلي وأرقد وأصوم وأفطر وأتزوج النساء ).
فكيف بغير التعبد من الأمور ؛ للأسف الشديد الكثيرون منا لا يحسنون إدارة حياتهم بتوازن ولعل كاتب المقال أولهم وإنما هي دعوة لإعادة ترتيب أوراق حياتنا فطالما بقي في العمر متسع ؛ فمن الأفضل أن نعيشه بتوازن وحتى ولو بلغت من العمر عتياً ، عش التوازن والوسطية فيما بقي تشعر بطعم الحياة الحقيقي .
أنت في الحياة في دائرة وأنت تقف في وسط هذه الدائرة ، ووقوفك في وسط الدائرة هو المكان الصحيح المناسب لك لتعيش حياتك بتوازن ؛ لكن عندما تتقدم في أي اتجاه من الدائرة فأنت تبتعد عن الاتجاه الآخر ؛ فكل زيادة في جانب تعني قصور في جانب آخر .
كل الذين عاشوا قبلنا بآلاف أو مئات أو عشرات السنين ماتوا وذهبوا، وأصبحوا جمادات، وبقيت الذكرى والتاريخ يلوكان تلك الأسماء بذكر طيب عند من أحبهم، أو ذكر سيئ عند من كرههم، أو لا ذكر مطلقاً لمن عبروا الحياة بشكل اعتيادي روتيني؛ فلا مجال لذكرهم أو التحدث عنهم؛ ولهذا {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ [26] وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}. هذه أكبر عبرة لمن يعتبر؛ فمهما كنت نشيطاً متفوقاً مسيطراً، تبالغ في إذلال الناس وقهرهم وتجاهلهم والتسلط عليهم، فأنت في نهاية الأمر مثلك مثل من سبقك، سيأتي يوم وتكون نهايتك في كفن وقبر، يفرح من يكرهك، ويحزن على فراقك من أحبك واستفاد من ورائك؛ لأنك صرت بلا منفعة، وانعدم الوفاء لمن بعدك؛ لأنك لم تعد تملك شيئاً يُذكر..
لهذا عش حياتك، ولا تقلق، ولا تحزن، وكن سعيداً تلقائياً بسيطاً؛ فإن الحياة إلى زوال، وهي لا تستحق معاناتك وحزنك وألمك. وعندما تفكر في الأذى والانتقام تذكّر أناساً أساؤوا إليك ثم نقلت الأخبار أنباء سيئة عنهم، عند ذلك تجد أن أموالهم التي اغتصبوها وحقوق الغير التي سرقوها وحرموا غيرهم منها ستتحول إلى ذنوب يحاسبهم بها رب العباد، بينما أنت لم تظلم أحداً، ولم تعتدِ على أحد، وفضلت السلام والوئام على العراك والتشاحن والتباغض. ولهذا أكثر ما يؤذي عدوك هو أن تعيش حياتك بكل بساطة ومتعة وفرح وسعادة، دون اكتراث أو توتر أو ضيق أو تحسر أو ألم.. فقط دع أعداءك يعرفون أنك سعيد.

0 التعليقات: